طريق الموت

موضوع: طريق الموت الأحد نوفمبر 20, 2011 9:33 pm

سلام عليكم

طريق الموت العرقي و اذ اجد ان طريق الذي يقع بين

ديوانيه ناصريه و ادعكم مع حوادث االطريق

في
الطريق الى الجنوب ثمة موت يتربص بك في اي لحظة .. قد يكون مفاجيء وقد
يأتي دون ان تدركه هكذا هو الطريق السريع الذي يبدأ من مدينة الديوانية
باتجاه مدينة الناصرية , طريق حافل بالاحداث والحكايات التي لاتنتهي عن
حوادث تقع بشكل يكاد يكون يوميا هذه الحوادث لاتشير لها الاخبار ولاتصلها
عين الصحافة سوى سيارات الشرطة والإسعافات هذا اذا كان ثمة احياء , دائما
هناك موتى وموتى بالجملة احيانا , قبل صولة الفرسان كان الطريق مرتعا لقطاع
الطرق وعصابات السلب والنهب وللظالين والمطلوبين للدولة يقول سائق سيارة
الاجرة الذي يقلني انا وعائلتي صوب الناصرية لحضور مراسيم الفاتحة على روح
قريبة لنا .

هذا
الشارع الذي تبدأ العواصف الترابية فيه عندما تمر بنهايات محافظة السماوة
هذه العواصف تحجب عنك الرؤيا فترى الرمال الناعمة تتحرك بالشارع باتجاهات
مختلفة مسببة لك دوار وربما خلل في الرؤيا ويبقى حظك وقدرتك على المرور في
شارع محفوف بالمخاطر وارتال العجلات المحملة بالوقود والحاويات الكبيرة
وارتال القوات الاجنبية التي تأتي باتجاه بغداد او تلك التي تذهب باتجاه
البصرة وتشكل خطرا مضاف .
قلت
للسائق بعد ان دخلنا منطقة الخطر والعاصفة الترابية لاتتعجل خفف سرعتك وسر
كما تريد استجاب الرجل لطلبي كانت تمر بجانبنا سيارات محملة بركاب قادمين
من بغداد مسرعة انتبهت لاربعة عجلات من نوع بهبهان مرت بسرعة قربنا قلت
للسائق الا يخشون من التراب وعدم الرؤيا قال لي هم هكذا على هذا الطريق
وبعد ان اجتيازنا وبخمسة دقائق وصلنا مكان تجمعت في اعداد كبيره من السيارت
لقد وقع ما كنا نحذر منه حادث مروع دخلت سيارت صغيرة نوع ( دولفين) قادمه
على مايبدو من البصرة او الناصريه باتجاه بغداد بسيارة ( بهبهان) متجهة الى
البصرة ومن ثم اصطدمت العجلات ببعضها البعض هذا كان يوم الجمعة قبل الظهر
وحدها الشرطة تعلم عدد المصابين والقتلى لكن الصحافة لم تصل هذا المكان
لتسجل الحادث والتفاصيل.

في
الطريق ايضا وليس بعيدا عن مكان الحادث الاول شاهدنا حادثا اخر شاحنة
محملة بسيارات صغيرة مستوردة من الخارج اصطدمت بشاحنة اخرى سبب الاصطدام
بحريق كبير اتى على كل السيارات الصغيرة , تركت في الشارع منذ فترة كان
السائق بذاكرته القوية يحكي لي قصة كل حادث بالتفاصيل , انها حكايات
لاتنتهي عن هذا الطريق كما اسماه طريق الموت هو يؤمن بمقولة لهتلر القائد
الالماني ولاادري ماعلاقته بهتلر لكنه قال يقول هتلر ( كلما سرت ببطيء وصلت
بسرعه) حكمة اراها مناسبة في مثل هكذا ظروف تحيط بك في طريق محفوف
بالمخاطر .

في
الشتاء تختفي العواصف الترابية لكنها تكون على اشدها بالصيف لهذا تكثر
الحوادث في الصيف مرة انقلبت حاوية كانت محملة على شاحنه كبيرة وقطعت
الطريق وبالكاد كنا نراها نتيجة التراب ولولا جهود الشرطه لحصلت حوادث
كثيرة كما قلت السائق يتذكر بينما انا قلق على عائلتي من الغبار وانعدام
الرؤيا ورعبهم من الحوادث على الطريق.

كل
هذا كان في الطريق الى الناصرية حين وصلت اختلفت ملامح المدينة التي قضيت
فيها سنة كاملة من عمري ايام العسكرية , الحامية العسكرية اختفت واصبحت
منطقة عسكرية المستشفى العسكري اختفى الجسر الكبير ايضا شارع الحبوبي
وذكريات هذا الشارع اختفت ملامح المدينة اصبحت ملامح لااعرفها وهي الاخرى
على مايبدو لاتعرفني لهذا استعنت بمن يهديني لبيت ابن عمي الذي توفيت
والدته ليلة الجمعة.

في
مجلس العزاء كان البعض يتحدث عن الحوادث التي تحصل على طريق ناصرية-
ديوانية السريع كل واحد يحتفظ بقصة احد شيوخ العشائر وهو الشيخ مؤيد حمد
سليمان النصر الله شيخ قبيلة شمر في محافظة ذي قار تحدث لي عن المدينة
والعشائر وشيوخ يعرفهم في بابل وكانت رغبتي ان يحدثني عن موقف الناس من هذا
الطريق الذي يحصد ارواح الناس لكن كرم الرجل وطيبته وحديثه الشيق عن
الانتماء للمكان والعشيرة جعلني اشاركه الحديث بمحبة وحين سألته عن هذا
الطريق قال نحن نسميه طريق الموت وهناك نية او مباشرة بعمل طريق ثان ولكن
نحن نطالب بالاسراع بانشاء هذا الطريق لان ارواح بريئة كثيرة تذهب بسبب
العواصف الترابية وخاصة في فصل الصيف وهذا الطريق ستراتيجي كونه يربط مدن
الجنوب بالعاصمة بغداد والبصرة كما تعرفون ميناء العراق وكل الشاحنات التي
تحمل من هذا الميناء وتتجه صوب بغداد تمر بهذا الطريق لذا نرجو من الحكومة
الاسراع بانشاء الطريق الثاني.

في
طريق العودة غبار وحوادث وموتى عندما عدنا من الناصرية سالكين نفس الطريق
صادفنا الغبار ذاته وانعدام الرؤيا وكنا نمني النفس ان لانرى حادثا لكن
يبدو ان هذا الطريق مصر على قتل الناس .. شاحنة محملة بحاوية دخلت بصهريج
محمل بالنفط الاسود لم نتمكن من معرفة الخسائر بالارواح . سيارة صغيرة
بداخلها عائلة انقلبت وتجمع حولها رجال الشرطة وهكذا تمر هذه الحوادث دون
ان تسجل الا في ذاكرة العابرين والمارين ورجال الشرطة ولا احد يتحدث عنها
في بلد تعصف فيه الخلافات السياسية ودون ان يلتفت احد من الحكومة لهذا
الموت المجاني الذي يحصد ارواح الناس يوميا.